قصه أعجبتني في سردها واختيارات الألفاظ قرأتها في احدي الصحف اليومية وودت أن تشاركوني قراءتها
و أتمني أن أكون قد وفقت في نقلها إليكم
زنجبيـلــــــــــــــــــــه ...
بعد أن انهي دراسته الجامعية وتاه في زحمة البحث عن وظيفة
قرر أن يشتري بما تبقي له من مال كان قد تركه له والده سيارة يستقلها
لتوصيل المعلمات إلي مدارسهن ولم يمضي وقت حتى كون مجموعه من
المعلمات فكان يخرج قبل صلاة الفجر وأصوات بوق السيارة يشق صمت الشوارع ... تمتد الرحلة زهاء الثلاث ساعات حتى نقطة الوصول ..
كانت هذه الساعات تضج بالأحاديث الطريفة والهمس والضحك لم يكن هو
بمعزل عنهن رغم وجود تلك الستارة ، فأصبح يعرفهن تماما ويميز بين
ضحكاتهن حتى انه بات يميز نكهة قهوة كل واحده منهن .. كانت هي
الأقرب إلي نفسه تهدي له كل صباح كاس القهوة مع حبات التمر قبل أن
تبدأ بزميلاتها وكانت علي يقين انه يميل إليها دون زميلاتها فهنا يكمن سر
حدث الانثي رسم بمخيلته لها شكلاً مختلفاً عن بنات الكون .. إذا غابت عن
الحضور تضيق أنفاسه ويضيق به المكان ويضيق به الطريق وتدور في
رأسه الهواجس .. كان كثيراً ما يفكر كيف يحتفظ بشي منها حتى لا تضيع
من بين يديه وفي ذات الصباح البارد ناولته كاس القهوة تسبقها كلمة
( سم ) لم تكن القهوة تعني له شيئا ولكن بات مدمنا لها جاءته الفكرة
وعلي عجل قال : هل تسمح لي إحداكن أن استعمل هاتفها لأمر ضروري
لان هاتفي لا يرسل..؟؟ وكان يعلم تماماً أنها ستكون أولي المبادرات اخذ
هاتفها وأرسل مكالمة إلي هاتفه ثم ضغط حفظ ولكنه احتار في تسميتها كتب
ومسح ثم كتب وعاد ليمسح مرة أخري وبعد عناء اسماها زنجبيله .. بعد
أسبوع ذهب مع والده ليخطبها ولكن والدها غضب اشد الغضب ورفض
طلبه بحجه انه استأمنه عليها ولم يكن يتوقع أن ينظر إليها هذه النظرة ..
كانت نتيجة غير متوقعه ولم تكن علي البال وصدم أكثر عندما تعاقد والدها
مع سيارة أخري .. أكل الهم قلبه ومضت وعصفت به الهموم سنتان لم
يرها ولا يعلم عنها شيئاً ومازالت في عقله ومحفورة في أعماقه ، كثيرا ما
حاول الاتصال عليها ولكنه لايفعل حرصا منه عليها وفي مساء أكثر بروده
من ذاك الصباح وهو جالس يحتسي ذات الزنجبيل رن هاتفه لم يصدق ..
دقق النظر أكثر وأكثر .. انها هي زنجبيله وبين رعشه لم يدري سرها
وفرح غامر رد علي الهاتف وكان ذات الصوت هامسا في الجهة
الاخري .. قالت بكل أدب : " هل من الممكن أن تعود فجر السبت لدارنا
لأنني لم أجد من يوصلني إلي المدرسة ؟ لم تكن المدرسة تهمه كثيراً فأول
ما دار بخاطره أبوها فسألها علي استعجال " وأبوك ..!!! " فأجابت لقد
توفي منذ سنه عاد يحملها تسبقه دقات قلبه لدارها .. أيقن أن ساعة الفرح
قد حانت ولم تمض ستة شهور إلا وزنجبيله تجلس إلي جانبه في ذات
المساء الأكثر بروده وتناوله كاس القهوة وحبات التمر وتهمس له وحده
بعذب الحديث وتقاسمه الفراش ...